إذا أنفق مدير مؤسسة أو جمعية خيرية ببذخ فهو مؤشر خطير لا يقره دين أو قانون..
+ نتعامل بقدر كبير من الشفافية والوضوح فتقاريرنا منشوره وليس هناك ما يدعو للغموض والتستر ..
+ التعاون مع الجهات الرسمية قائم لكنني اعتب على قيادة المجلس المحلي بالمحافظة لعدم تفاعلها مع أنشطة المؤسسة ..
أجرت صحيفة “الحياة اليوم” في عددها رقم “16”الصادرة بتاريخ 12 يناير 2010م حواراً مع رئيس المؤسسة الأستاذ/ بليغ التميمي تناول الحوار عدد من المواضيع المتعلقة بالعمل الخيري ومعوقاته لمزيد من المعرفة بالحوار نعيد نشره هنا كما تم مع مراسل الصحيفة الزميل : سالم المجيدي .
====
في محافظة تعز تنتشر العشرات من الجمعيات والمؤسسات الخيرية إلا أن الملفت للنظر أن معظم هذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية يظل نشاطها موسمي كشهر رمضان مثلاً أما بقية أشهر السنة فهي تغط في نوم عميق ليظل الفقراء والمحتاجين ينتظرونها بفارغ الصبر ، تماماً كالمعتكف في المسجد ينتظر ظهور ليلة القدر علها تحقق له كل أمانيه .. لكن تظل هناك بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية الفاعلة تمارس نشاطها طوال العام والتي تستحق أن يشار إليها وهى لا تزيد على عدد أصابع اليد الواحدة ومنها مؤسسة فجر الأمل الخيرية للتنمية الاجتماعية بتعز التي انطلق نشاطها في البداية في مديرية المعافر قبل ثلاث سنوات ليتوسع نشاطها اليوم في عدد من مديريات محافظات تعز .. “الحياة اليوم” التقت الأخ : بليغ محمد محمود التميمي رئيس المؤسسة حيث كان الحوار معه صريحاً وشفافاً حول كل ما يتعلق بأنشطة المؤسسة ..
?حدثونا في البداية متى بدأتم نشاطاتكم الخيرية ؟وكيف بدأت الفكرة؟
=نشاطاتنا الخيرية بدأت عام 1998م كصندوق خيري في منطقة البيرين وما جاورها في مديرية المعافر ثم توسعت هذه الأنشطة لتشمل كثير من المناطق في المديرية ثم رأينا أن نشرع في تأسيس إطار قانوني رسمي نستطيع من خلاله أن ننطلق ونتوسع ونمارس نشاطاتنا الخيرية الإنسانية بكل أريحية فبدأنا بتأسيس مؤسسة فجر الأمل الخيرية للتنمية الاجتماعية عام 2008م ، وهذا يعني أن المؤسسة عمرها لايتجاوز الثلاث سنوات وقد رسمت المؤسسة لها رؤية واضحة ورسالة سامية وأهدافا عظيمة وهى الآن تسعى لتحقيقها من خلال البرامج والأنشطة والمشاريع التي تنفذها لتصل إلى غايتها المنشودة .
?هل نستطيع القول أن أنشطتكم الخيرية قد شملت كل المناطق الجغرافية في كل مديريات محافظة تعز أم مناطق محدودة في المحافظة ؟
= أنشطتنا الخيرية تتركز جلها في مديرية المعافر ولنا أنشطة بسيطة في بعض المديريات في المحافظة ونحن بعون الله لدينا أهدافاً طموحه ونتمنى أن نعمل في كل قرية وحارة في محافظة تعز بل في اليمن ولكن هناك عدد أسباب جعلتنا نركز على مديرية المعافر منها :
1-أن المؤسسة ولدت في هذه المديرية.
2-أنها من أكثر المديريات فقرا وعوزاً وحاجة .
3-محدودية الدعم والإمكانات .
4-عمر المؤسسة القصير.
5-الحفاظ على لملمة الجهود في السنوات الأولى وتركيزها على منطقة حتى تقوى المؤسسة وتنطلق بعدها إلى مدينة تعز الحالمة وريفها المطحون.
?هناك من يقول أن بعض الجمعيات الخيرية أنشطتها موسمية أي في رمضان فقط وليس طوال العام ماذا عن مؤسستكم انتم؟
= مؤسستنا يتضاعف جهدها ويعظم نشاطها في المواسم ولكنها لا تغلق أبوابها ولا ينقطع عطاؤها في بقية الأشهر والأيام فلنا أنشطة ثابتة على مدار السنة ككفالة الأيتام والأسر وإعانة المرضى والمحتاجين والمنكوبين وإقامة البرامج والأنشطة الدعوية والثقافية.
?هناك أيضاً من يرى بأن بعض الجمعيات الخيرية تخضع للسياسة الحزبية التي يديرها هذا الحزب أو ذاك ، وأن المساعدات المقدمة من هذه الجمعية أو المؤسسة للمقربين منها حزبياً ولاتصل هذه المساعدات لكل الفقراء والمحتاجين إلى مساعدة هل أنت مع تسييس الجمعيات؟
= أنا ضد هذا المفهوم جملة وتفصيلاً فمن أعظم السلبيات وأكبر العوائق التي تؤثر على العمل الخيري تسييس وتحزيب النشاط الاجتماعي الخيري الإنساني ونحن ولله الحمد في مؤسستنا نسعى جاهدين لتأصيل مفهوم ومبدأ (لكل حزبه والمؤسسة للجميع ) ولقد كان شعارنا من أول وهلة لانطلاق المؤسسة ومشوارها الإنساني إن معيار تقديم الخدمة لدينا وأساس اختيار المستهدفين و المستفيدين من أنشطتنا الحاجة فقط ، بغض النظر وصرفه عن الانتماءات الحزبية أو الأفكار السياسية ، وينبغي لكل رواد العمل الخيري والعاملين في مؤسساته ومنظماته وجمعياته أن يكونوا للجميع وأن يتحركوا من أجل الجميع وليس هناك مايمنعهم من ممارسة النشاط الحزبي لكن بعيداً عن المؤسسة والجمعية وأنشطتها وفعالياتها.
?ما هي الشروط والمعايير المطلوبة لمساعدة بعض الأسر الفقيرة أو كفالة الأيتام مثلاً؟
=لا توجد هناك أي شروط غير الحاجة وتوفر الدعم لكن هناك بعض المطالب التي ينبغي إحضارها وإثباتها من المحتاج أو اليتيم لأجل التأكد وضمان حصوله على الدعم المتوفر والممكن .
?تدخلون لأول مرة كمنظمين للعرس الجماعي مع بعض الجمعيات الأخرى ألا تعتقدون بأن أنشطكم بدأت تتوسع إلى حد التشتت كما يري البعض لماذا لا تتخصصون في نوع واحد من الأنشطة حتى تستطيعون توفيرالامكانات المادية اللازمة ؟
=نحن بدأنا مشوارنا في مناطق ريفية شديدة الفقر والحاجة وتعود الفقير أن يجدنا إلى جانبه في رمضان وفي الأضاحي وفي كسوة العيد وحين ينزل به المرض وتفاجئه نائبة واعتقد من الصعب الآن أن نحصر أنفسنا في مجال واحد، ونحن الآن في نشاطنا نركز على الجانب الاجتماعي بدرجة أولى وأساسية .
?قبل عدة سنوات اتهمت الكثير من الجمعيات الخيرية بأنها تجمع تبرعاتها من جهات بغرض دعم بعض الجماعات الإرهابية وبما يسبب عدم الشفافية والوضوح في الإعلان عن الجهات الداعمة لها ونوعية الأنشطة التي تقوم بها .. هل واجهتكم أنتم مثل هذه الإشكاليات وما نسبة الشفافية والوضوح في أنشطتكم الخيرية ؟
=الحمد لله لم نواجه أي إشكالية لأن نشاطنا واضح وأعتقد أننا نتعامل بقدر كبير من الشفافية والوضوح فتقاريرنا منشورة بتفصيلاتها وموجودة على موقع المؤسسة ونقوم بتوزيعها على بعض الجهات زمنها الجهة المشرفة(وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ) وننشرها في الصحف والأدبيات الصادرة عن المؤسسة وتناولها بعض الوسائل الإعلامية وكذلك الجهات الداعمة لنا نعلن عنها فليس هناك ما يدعوا إلى الغموض والتستر والمؤسسة أبوابها مفتوحة ومن أراد أن يأتي إليها ويطلع على ما يدور فيها فيسعدنا ويشرفنا ذلك .
?هناك بعض الجمعيات الخيرية يلاحظ أنها تصرف ببذخ على بعض أعضائها وخصوصاً قيادات الصف الأول التي تدير هذه الجمعيات حتى أن بعضهم يمتلكون السيارات الفارهة والشقق الفخمة ومنهم من يمتلكون عمارات من عدة أدوار ألا تعتقد أن ذلك قد يثير الكثير من التساؤلات ، ومن هي الجهة التي من حقها فقط أن تحاسب بعض إدارات هذه الجمعيات ؟
= من حق العامل والموظف والمدير والرئيس في الجمعية والمؤسسة أن يكون له راتباً يكفيه ويعفه ويغنيه عن ذل المسألة أو الوقوع في الشبهات وأن تضمن له المؤسسة ما يعينه على مواصلة طريقه في هذا المجال حتى ينطلق ويبدع ويتميز لكن هذا كله في حدود المعقول والاحتياج وكذلك في حدود إمكانات الجمعية والمؤسسة المتاحة فإذا تجاوزنا هذين الخطين وتم الإنفاق ببذخ كما ذكرت فهذا أمر خطير ومؤشر سلبي لا يقره دين أو شرع أو عرف أو قانون .
لأن ما يصل إلى المؤسسة من أموال هي أمانة في أعناق القائمين عليها وينبغي أن يتقوا الله في كل ريال ولا يصرفوه إلا بحقه .
وإذا امتلك المدير والرئيس سيارة فارهة من أجل تسيير شؤون العمل في المؤسسة والجمعية فليس هناك ما يمنع أنا شخصياً وفي وضعي الحالي الآن أتواصل في حدود مدينة تعز على موتور وتلقيت وعداً من أحد الأخوة التجار أنه سيدعم المؤسسة بسيارة فإذا كانت فارهة فليس هناك مايبرر لبعض الأخوة أن يشككوا أو يلقوا التهم جزافاً فالطعن في الأعراض والتشكيك في العفة والنزاهة من المعاصي الكبيرة .
?ما مدي التنسيق بينكم وبين الجمعيات الخيرية الأخرى ؟
=الحمد لله جيد ولدينا علاقات طيبة مع كثير من الجهات والجمعيات وأقمنا مشاريع مشتركة وانتهزها فرصة لأتوجه بأخلص الدعاء وعظيم الشكر لشركائنا في هذا الميدان:
1-مؤسسة البادية الخيرية بحضرموت .
2-جمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية .
3-مؤسسة مكة المكرمة الخيرية.
4-الندوة العالمية للشباب الإسلامي .
5- لهيئة الخيرية الإسلامية العالمية – الكويت.
?كيف تقيمون التعاون بينكم وبين الجهات الرسمية في الدولة وهل هناك صعوبة معينة تواجهكم مع هذه الجهات؟
= التعاون مع الجهات الرسمية قائم وهنا أعبر عن شكري الجزيل للأخوة في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومكتبها في تعز وأعتب على قيادة المجلس المحلي بالمحافظة عدم تفاعلها مع أنشطة المؤسسة وتغيبها عن حضور بعض الفعاليات الكبيرة التي تقيمها المؤسسة كمهرجان اليتيم.
?إلي أي مدى أنتم راضون عما تقومون به من أنشطة خيرية تجاه الشرائح الفقيرة والمحتاجة؟
= نحن نبذل وسعنا وجهدنا في خدمة الفقراء والمحتاجين بل نشعر بنشوة كبيرة وسعادة غامرة ونحن نمارس هذا العمل ويجب أن تعلم أن أنشطتنا مرتبطة بحجم الدعم لكن نعتقد أن ما قدمنا هو نشاط طيب ولا يزال أمامنا الكثير.
= كلمة أخيرة تودون قولها في ختام هذا اللقاء ؟
= أشكر صحيفتكم الغراء “الحياة اليوم ” وكل العالمين فيها وأخصكم انتم للفتتكم الطيبة وتخصيص مساحة في ثنايا هذه الصحيفة للمؤسسة ونشاطها ..وأدعو كل الخيرين من رجال المال وسيدات المال والأعمال والجمعيات والمنظمات والجهات الرسمية لدعم مسيرة هذه المؤسسة المباركة بل أدعو الجميع لمساندتها ولو بالكلمة والرأي والدعاء والله الموفق ..